تنمية القراءة

منتدى القراءة يتأسف على تعثر المكتبة الشاطئية بأكادير

بسبب قلة الإمكانيات المادية واللوجيستية الكفيلة بتنظيم دورة جديدة ناجحة

بيت الفن

عبر فريق منتدى القراءة بالمغرب للرصد والتنمية بالمغرب عن أسفه لتعثر الدورة الثانية لمشروع المكتبة الشاطئية بأكادير، بسبب قلة الإمكانيات المادية واللوجيستية الكفيلة بتنظيم دورة جديدة ناجحة، رغم السعي المتواصل منذ عدة أشهر لحث عدة جهات في أكادير للانخراط في دعم المشروع.

وقالوا في بلاغ لهم “نأسف أنه لن تكون هناك نسخة ثانية للمكتبة الشاطئية بأكادير!.. فصحيح أن المنتدى يملك عزيمة أعضائه، وإصرارهم، وجديتهم، ولكنه لا يملك الإمكانيات المادية واللوجيستية لتنظيم المكتبة الشاطئية. ولقد سعينا منذ عدة أشهر لحث عدة جهات في أكادير على مساعدتنا في تنظيم النسخة الثانية، كما فعل بعضهم مشكورا خلال النسخة الأولى، الموسم الماضي، لكننا لم نتمكن من ذلك”.

وأضافوا في البلاغ ذاته، “لقد فضلنا ألا تكون هناك نسخة ثانية للمكتبة الشاطئية بأكادير، على أن ننظم نسخة هزيلة، بإمكانيات ضعيفة من خلال تبرعات أعضاء المنتدى، فنقدم لأصدقاء المكتبة نسخة باهتة، لا تشجعهم على ارتيادها، ولا تذكّرهم بإشعاع وألق العام الماضي. ذلك الإشعاع الذي ترجمته تجارب جديدة لمكتبات شاطئية في بعض المدن المغربية، استلهاما من مكتبة أكادير، وغيرها، وهذا مبعث فخر وسعادة لنا جميعا”.

وأكد الفريق في البلاغ ذاته “ليس لنا إلا أن نعتذر لأصدقاء المكتبة الذين عبر من التقيناهم منهم، عن شعور المرارة والإحباط بأن صيفهم سيعود جافا، بلا تنشيط ثقافي وترفيهي مثل ذاك الذي تكفلت به الصيف الماضي، وبنجاح، المكتبة الشاطئية بأكادير. وهي مرارة نتقاسمها معهم، وإن كنا لا نفقد الأمل في أن يكون الغد أفضل.

إن أشد ما يؤلمنا في المنتدى هو أن تتعطل مثل هذه المبادرات المجتمعية ذات التكلفة البسيطة والفوائد الجمة، في الحث على ربط الصلة بالكتاب والمطالعة، وبالثقافة والمعرفة بشكل عام”.

فلقد كان أبرز نجاح حققته المكتبة الشاطئية بأكادير، بالنسبة لفريق منتدى القراءة بالمغرب للرصد والتنمية، هو أن “تحولت المكتبة إلى مقصد يومي لعشرات الشباب ممن كان صيفهم يمر فراغا وتسكعا بين الشوارع، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر الانحرافات السلوكية ومخالطة أصدقاء السوء. لقد تحول الكتاب إلى صديق جديد بالنسبة لهم. بل إن الكثير منهم اكتشف للمرة الأولى عذوبة المطالعة، والمعرفة، وأهمية المشاركة مع مجموعة نشاطا فكريا وترفيهيا”.

وتمنى فريق المنتدى، أن “يلتفت القائمون على الشأن التربوي والثقافي بجهة أكادير، لأهمية مثل هذه المشاريع وأن يولوها العناية التي تستحق. فشباب يتعلم ويقرأ ويقترب من الكتاب، هو مشروع مواطن يعد بالمشاركة الفاعلة في بناء الوطن والنهوض به، أما عكس ذلك، فإننا نترك شبابنا وأطفالنا طرائد سهلة في فخ الشوارع والمقاهي، فنحن نترك جيلا لمصيره. مع ما ينطوي عليه ذلك من خطر عليه، وعلى محيطه القريب والبعيد”.

يشار إلى أنه في مثل هذه الفترة من السنة الماضية، كان شاطئ أكادير خلية نحل لا تنام. كان مضيئا بالمكتبة الشاطئية، وكنّا سعداء بما ننجز.

واستغرقت الاستعدادات من فريق منتدى القراءة بالمغرب للرصد والتنمية أسابيع طويلة، من أجل إنجاح المشروع.

مصطافون من كل الأعمار، شباب كثر، وأطفال بلا حصر، شكلوا جمهور المكتبة الشاطئية، وروادها، وروحها الحية النابضة لأربعة أسابيع خلال شهري يوليوز وغشت 2017.

لقد شكلت تلك الفترة من الصيف الماضي مناسبة فريدة على شاطئ أكادير، جمعت جمهورا متنوعا حول مائدة الكتاب والمعرفة. فعلى امتداد أيام متلاحقة، ووفق برنامج تنشيطي غزير، وفر المنتدى فضاءات للمطالعة، وأقام ورشات للكتابة، ومسابقات فكرية، وألعابا ذهنية. وعرض أفلاما وثائقية بحضور منتجيها. واستضاف كتابا، وفنانين، قدموا تجاربهم للحاضرين، وناقشوها معهم، خاصة جمهور الأطفال والشباب.

عن بيت الفن