بيت الفن
أسدل الستار، أول أمس الأحد، بآسفي على فعاليات الدورة 17 للمهرجان الوطني لفن العيطة، الذي نظمته وزارة الثقافة والاتصال، على مدى أربعة أيام، اختتمت بسهرة فنية أحيتها الفنان عبد الدايم ولد عبدة، الذي امتع الجمهور الحاضر بأفضل المقطوعات الشعبية المشهورة، التي أداها بإتقان، وتناغم معها الجمهور بالتصفيق والهتاف، ولم يكن أداء الفنان زوبيد أقل توهجا، فقد أمتع جمهوره بكوكتيل من الأغاني الشعبية السريعة، التي تستنبط قوتها من الفن المغربي الأصيل، لتختم السهرة الفنية الكبرى بحفل لعبد الله الداودي، الذي أدى بدوره باقة من أغانيه الشعبية، التي رددها معه الجمهور وتجاوب معها بشكل كبير.
ومن أبرز فقرات المهرجان السهرة الحفل الذي شارك فيه كل من أيوب العبدي وحميد المرضي وسعيد ولد الحوات، الذي استطاع شد انتباه و تفاعل معه الجمهور إلى وقت متأخر من الليل.
من جهته أبدع الفنان حميد المرضي، من خلال أدائه لأكثر من أغنية من ريبرتواره، واستطاع الفنان أيوب العبدي أن يخلق الحدث، حيث قدم باقة من الأغاني الشعبية، بأسلوب أصيل وشيق، وألحان أصيلة تغمر النفس بالحب والحنين، وتوقظ الوجدان.
كما تفاعل الجمهور الغفير، الذي تابع فقرات السهرة الفنية الكبرى المبرمجة في إطار اليوم الثاني من فعاليات مهرجان فن العيطة في دورته 17 بآسفي، بمشاركة ثلة من الفنانين الشعبيين المغاربة، من بينهم مجموعة أولاد بنعكيدة، والمهدي ولد حجيب، وعابدين، وعبد العزير الستاتي، الذي سرق الأضواء، بحيث ردد معه الجميع وبتفاعل كبير أغانيه الشهيرة من ريبرتواره الغني، الذي يحفظه عشاق الفن الشعبي عن ظهر قل، مؤكدا أن الأغنية الشعبية مازالت تحظى بشعبية كبيرة بمنطقة عبدة على الخصوص، التي ظلت على الدوام مرتبطة بهذا الفن، وهو ما عبر عنه الفنان عبد العزيز الستاتي من خلال ما قدمه من أغان متنوعة خلفت تفاعلا وتجاوبا جماهيرا لافتا، مبديا إعجابه وسعادته بالتواجد بمهرجان فن العيطة بمدينة اسفي، مشيرا إلى أن مهرجان فن العيطة فرصة ملائمة لإعطاء هذا الفن ما يستحق من تقدير وبالتالي ينبغي المحافظة عليه.
من جهته أتحف عابدين جمهوره بمقطوعات فنية رائعة من العيطة تفاعل الجمهور المسفيوي مع إيقاعاتها، بحيث أبدع بكل دقة في أدائها، جاذبا إليه عشرات الآلاف من من عشاق فنه ليسافر بهم، في سماء عبدة الجميلة، وفضاءاتها التاريخية، فكان صوته يصدح بين الأسوار وفي عمق ليل المدينة المضيئة بحضارتها العريقة وثراتها الإنساني الضارب فب القدم.
وتمكنت مجموعة عابدين عبر نغمات “الوتار” وإيقاعات “البندير” من تقديم لوحات فنية تجمع ما بين العيطة الحصباوية، التي تفتخر بها منطقة عبدة والإيقاع الموسيقي للفن الأمازيغي الآتي من قمم الأطلس المتوسط، إيقاعات سحرت آذان السامعين وأيقظت أحاسيسهم.