كارما

خالد يوسف يقدم “كارما” بالقاعات المغربية

فيلم انتزاع ضحكات ودموع الحاضرين

بيت الفن

استمتع عشاق الفن السابع، مساء أمس الثلاثاء في المركب السينمائي ميغاراما بالدار البيضاء، بالعرض ما قبل الأول لفيلم المصري “كارما” بحضور مخرجه خالد يوسف، الذي يعود إلى الساحة السينمائية بعد غياب ناهز 7 سنوات.

تميز العرض ما قبل الأول للفيلم، بحضور السفير المصري بالمغرب، الذي عبر عن رغبة بلاده في تعزيز وتقوية التعاون الفني والثقافي مع المغرب، وموزعة الفيلم المخرجة السينمائية إيمان المصباحي، والناقد والمخرج عبد الإله الجواهري، وعدد مهم من الوجوه الفنية والإعلامية.

واستطاع فيلم “كارما” الذي استغرق عرضه حوالي 135 دقيقة انتزاع ضحكات ودموع الحاضرين، الذين غصت بهم قاعة العرض، مازجا بين السخرية والألم، موجها صفعات مدوية على وجه السلطة.

تدور أحداث “كارما” الفيلم الذي شرعت القاعات السينمائية المغربية في عرضه، هذا الأسبوع، حول عالمين لشخصين مختلفين أحدهما ثري وآخر فقير، يحلم كلاهما بالآخر فنرى حياة الشخص الثري كاملة عبر حلم يراود الفقير، بينما نشاهد التفاصيل الكاملة لحياة الفقير عبر حلم الثري.

تحدث مفارقة في منتصف الفيلم، حيث يتم تبادل الأماكن والأدوار بين بعضهما البعض، أو لنقل أن كل واحد منهما يتقمص الآخر فالغني الذي كان يتهم الفقراء بأنهم كسالى وأغبياء، وعلى الحكومة إلقائهم في النيل، يعيش مكان الفقير، بينما الفقير الذي دأب على اتهام الأغنياء بأنهم لصوص وحققوا ثرواتهم عن طريق الحرام يغير رأيه، ليكشف الفيلم عند تغيير الإنسان لعالمه، جوابا لسؤال أبدي هو هل تتغير نظريات الإنسان في الحياة عندما يتغير موقعه فيها؟

يعالج الفيلم قضية “التفاوت الطبقي”، الذي تزايد وترسخ خلال السنوات الأخيرة، ويتساءل عن أسبابه ومن المسؤول عن تضخمه، وهل الفقر مسؤولية الفقراء أم تتحمل الحكومات مسؤوليته؟ كما يتطرق أيضا إلى “ماهية السعادة” وأسبابها ومكامنها، وهل تكمن في المال والشهرة أم أشياء أخرى، فقد تكون ثريا غنيا لكنك بائس وتعيس ولا تملك أجواء حميمية تتوفر لدى الأسرة البسيطة.

كما يحتوي الفيلم قصص حب وكراهية وجرائم قتل فهو دراما إنسانية في المقام الأول حملها المخرج وجهات نظره حول التعصب الديني والفوارق الطبقية.

يتفاوت فهم نهاية الفيلم من متلق إلى آخر، فهناك من سيعتقد أن هاتين الشخصيتين حقيقيتين ضمن الأحداث، وآخر يرى أنها شخصية واحدة وتحلم بالآخر، بينما ثالث يقول إن البطل شخصية واحدة هي الرجل الثري لكن الغني والفقير ما هو إلا نتاج أحلامه. كما تتداخل الأحداث لأن أحدهما يدين بالمسيحية وآخر بالإسلام، وعندما يتبادلان الأماكن تختلف تصرفاتهما وسلوكهما، ومن هنا تنطلق دراما تراجيدية تتخللها مفارقات كوميدية، لكنها تبقى مأساوية في النهاية لكون المسألة تتعلق بحياة وأرواح هؤلاء الأبطال، ويكمن الخطر في التعصب الديني وإشاعة فكرة التنصير والأسلمة.

ولا يخلو الفيم من بعد صوفي وكأن المخرج يردد على لسان بطل الفيلم أبيات صاحب “ترجمان الأشوق” الشيخ الأكبر ابن عربي:

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي

إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

لقد صار قلبي قابلا كل صورة

فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طائف

وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين بدين الحب أنى توجهت

ركائبه، فالحب ديني وإيماني

الفيلم  دراما إنسانية من بطولة ثلة من الفنانين المصريين المعروفين من بينهم عمرو سعد، وغادة عبد الرازق، وزينة، وخالد الصاوي، وماجد المصري، ودلال عبد العزيز، ووفاء عامر، وساره التونسي.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

عبد الإله الجوهري يواصل حصد الجوائز الدولية بفيلم «العبد»

نال جائزة حوار الثقافات بين الدول الإسلامية من مهرجان گازان السينمائي الدولي بروسيا الاتحادية… بيت الفن …