جمعية البحث التاريخي

دعوة للمشاركة في مشروع بحثي حول”تاريخ الذهنيات في المغرب”

أطلقته جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير وسيتم نشره في كتاب جماعي 

بيت الفن

فتحت جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير باب المشاركة أمام الباحثين والأكاديميين من مختلف الدول العربية للمشاركة في مشروع بحثي حول”تاريخ الذهنيات في المغرب” سيتم نشره في كتاب جماعي من إعداد وتنسيق وتقديم الباحث أنس الفيلالي.

وقال منسق المشروع الباحث أنس الفيلالي إن باب المشاركة مفتوح إلى غاية 31 غشت 2018، مشيرا إلى أن المساهمة في الكتاب الجماعي مساهمة تطوعية ولا يتقاضى عنها المشارك أي تعويض مادي.

ومن شروط المشاركة في المشروع أن تكون المادة المشارك بها أصلية وغير منشورة أو مقدمة للنشر، باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.

ويخضع انتقاء المقالات والمساهمات العلمية لضوابط علمية وبحثية صرفة. وتلتزم الجهة الناشرة بمنح المشاركين نسخا من العمل بعد أيام من صدور الكتاب الجماعي.

وللاشتغال على الموضوع والمساهمة فيه، قال الفيلالي إنه سيتم الانطلاق من عدة محاور من بينها تقييم الدراسات المغربية/المغاربية والعربية في تاريخ الذهنيات، وتقديم المصادر القمينة بدراسة تاريخ الذهنيات، ودراسة عينات لمواضيع تخص تاريخ الذهنيات. وإبراز دور الثقافة الشعبية وصلتها بتاريخ الذهنيات

وأوضح الفيلالي أن المشروع البحثي، يسعى إلى إنجاز كتاب جماعي يشارك فيه مختلف المتخصصين في التاريخ الاجتماعي والثقافي والتخصصات الأخرى التي تتقاطع معهما، ليكون بمثابة دراسات نقدية ومراجعات لما أنجز في هذا المبحث من جهة. ويساهم في المضي قدما في دراسة موضوع الذهنيات والطقوس والعادات بالمغرب من جهة أخرى.

أما الأهداف التي يتوخاها هذا المشروع البحثي فتتجسد في وضع خريطة منهجية ومعرفية للأوراش التي اهتمت بتاريخ الذهنيات في المغرب، والوقوف على الأعمال الرائدة فيها.

والاعتراف بمجهودات بعض الباحثين المرموقين في ميدان تاريخ العقليات. وفتح قناة للسجالات المنتجة المولدة لقضايا وإشكاليات جديدة، لم تكن من انشغالات المؤرخين التقليديين.  ومتابعة الإنتاجات التاريخية برؤية نقدية أكاديمية

ورصد أدوات ومناهج الاشتغال في موضوع الذهنيات والطقوس، برؤية تاريخية تتفاعل مع العلوم المجاورة.

وتسليط الضوء على زوايا مغيبة في الخطاب التاريخي، مع تمكين الباحثين الشباب من دليل علمي للبحث في تاريخ العقليات. وإنتاج دراسات تطبيقية لبعض القضايا الذهنية في تاريخ المغرب والعالم العربي.

ومما ورد في أرضية أعدها بالمناسبة منسق المشروع الباحث، أنس الفيلالي، لا شك أن المتتبع للإنتاجات التاريخية في الغرب، منذ ثلاثينيات القرن العشرين، يسجل تطورات نوعية ودينامية مهمة للغاية، كما يشهد على ذلك مسار التاريخ الاجتماعي والثقافي بشكل عام، وتاريخ العقليات أو الأنثروبولوجيا التاريخية بشكل خاص. وهي عبارة عن تراكمات مهمة جدا بفضل تنوير الكتابة التاريخية وتجديد مناهجها من قِبل مدرسة الحوليات وما تفرع عنها من توجه في البحث التاريخي، الذي رفع أفق المغامرة والتجديد نظريا وتطبيقيا، بغية إخراج البحث التاريخي من ضيق أفق المقاربات الوضعانية والتاريخ الرسمي الحدثي سياسيا كان أو عسكريا؛ فخاض مؤرخو الحوليات بزعامة مارك بلوك ولوسيان فيفر، من جراء ذلك، معارك إبستمولوجية طاحنة لتطوير البحث في مجال التاريخ، وتحقيق التناهج بين العلوم الاجتماعية، ونشر المعرفة التاريخية بين عموم القراء. وقد تأتى لهم هذا الأمر من خلال إعادة صياغة الإشكاليات التاريخية، والانفتاح المستمر على مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية، والاعتماد على ملفات بيبليوغرافية ضخمة تنهل من كل المصادر التاريخية المكتوبة وغير المكتوبة.

وفي هذا المنحى، كان تاريخ الذهنيات من أبرز الأفاق التي اخترقها البحث الأوروبي، الذي وجد صدى في العالم العربي، وخصوصا في المغرب، وهكذا تم فتح أوراش البحث في تاريخ الذهنيات والمشاعر وأشكال السلوك، نظرا لتفاعل عوامل عدة، منها ما يتعلق بتراجع الجانب الإيديولوجي، وتوسيع دائرة المصادر التاريخية والأرشيفات، إلى جانب الاهتمام بالرواية الشفوية والذاكرة والموروث الشعبي، والقضايا التي ظلت مهمشة في الكتابة التاريخية التقليدية التي عُنيت بالتاريخ الحدثي وبمراكز النفوذ والقرار السياسي.

وقد خطا البحث التاريخي بالمغرب خطى محترمة في هذا المجال، إذ حقق استجابة لافتة للنظر في الأوساط الجامعية والأكاديمية، بانخراط ثلة من الباحثين والمؤرخين المغاربة المرموقين من قبيل عبد الأحد السبتي وإبراهيم القادري بوتشيش والحسين بولقطيب ومحمد الشريف وغيرهم، في أوراش “التاريخ الجديد” الواعدة، والمغرية بالتنقيب والكتابة. وبذلك ساهمت مجهوداتهم المعرفية والمنهجية في تأطير جيل من الشباب الباحثين، خاضوا مغامرة البحث في تاريخ العقليات والأنثروبولوجيا التاريخية، بأدوات منهجية وخلفية نظرية ـ معرفية، تنهل من مختلف العلوم والدراسات الأدبية.

عن بيت الفن