عبد القادر الراشدي

“رقصة الأطلس” معزوفة مغربية حيرت المشارقة

لحنها عبد القادر الراشدي سنة 1948 بطلب من أقطاب الحركة الوطنية ووصل صداها إلى الصين

بيت الفن

أثارت معزوفة “رقصة الأطلس” للموسيقار المغربي الراحل عبد القادر الراشدي، الكثير من الجدل في الخليج العربي، خصوصا في الكويت والبحرين، حيث تم نسب المعزوفة إلى التراث الموسيقي العربي، بعد انتشار فيديو لفرقة عسكرية بحرينية تعزفها.

وفي هذا الصدد، أجرت قناة “الراي” الكويتية تحقيقا، خلصت فيه إلى أن معزوفة “رقصة الأطلس” مغربية المنشأ، أبدعها الموسيقار عبد القادر الراشدي سنة 1948 وعمره 19 سنة، وكانت من بين أبرز المعزوفات الموسيقية بالقصر الملكي في عهد الراحل الحسن الثاني.

وأكد حمد الهباد، عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية السابق والباحث في التراث الكويتي، أن الراحل الشيخ عبد الله سالم، أمير دولة الكويت السابق، أعجب بمعزوفة “رقصة الأطلس”، التي تم عزفها خلال زيارة قام بها الراحل محمد الخامس للكويت في عام 1960، وأهداه إياها لتصبح ضمن الفقرات الافتتاحية الأساسية للإذاعة والتلفزة الكويتيين.

وأشار الباحث في التراث الكويتي إلى أن المعزوفة حظيت بإعجاب الكويتيين، ولقيت شهرة واسعة خاصة بعد عزفها في مقدمة الحفل، الذي أحيته أم كلثوم سنة 1964 بسينما الأندلس بالعاصمة الكويت، مشيرا إلى أن مقام المعزوفة (مقام الرست) دفع الكويتيين إلى الاعتقاد بأنها كويتية المنشأ ومن ضمن التراث الثقافي والحضاري للموسيقى العربية الشرقية.

وفي السياق ذاته ارتبطت العديد من المعزفات الموسيقية المغربية، التي لحنها الموسيقار الراحل عبد القادر الراشدي  في أذهان الخليجيين كفواصل تذكرهم بشهر رمضان، حتى أن هناك من يجذبه الحنين لمجرد سماع تلك الفواصل، ومنها معزوفة “رقصة الأطلس”، التي وصل صداها إلى الصين، وموسيقى أغنية “سألتك لله” التي غناها محمود الإدريسي وهي من ألحان عبدالقادر الراشدي، وكلمات أحمد الطيب العلج.

يشار إلى أن الراشدي ولد سنة 1929 بمدينة فاس بحي سيد العواد، ومنذ طفولته كان محاطا برعاية العائلة، التي كانت حريصة على الاحتفال بالمناسبات الدينية، من خلال إقامة حفلات كانت تحييها مجموعات عيساوة وجيلالة، كما كان متأثرا جدا بجلسات الزوايا وحلقات الذكر الصوفي، ما أهله إلى أن يصبح في ما بعد  خبيرا في الإيقاعات  والأهازيج الشعبية التي عشقها منذ طفولته.

في سن السادسة عشرة، وتحديدا سنة 1945 أسس رفقة الفنانين أحمد البيضاوي وصالح الشرقي، وسمير عاكف، وعبد النبي الجيراري، وهي المجموعة التي كونت الجوق الوطني في ما بعد.

وفي سنة 1948، أبدع الراشدي رائعته “رقصة الأطلس” بطلب من عثمان جوريو، ليقدمها أمام زعماء الحركة الوطنية، المهدي بنبركة، وعبد الرحيم بوعبيد، وعبد الله إبراهيم، لتتوالى بعدها العديد من الألحان الناجحة.

فضلا عن تلحينه للأغاني العاطفية والوطنية، اشتهر الراشدي بتلحينه للأغاني الدينية التي أصبح رائدا فيها.

وبعد مسيرة فنية مليئة بالعطاء، وبتاريخ 23 شتنبر 1999، ودعنا عبد القادر الراشدي، الذي يعد من رمزا من رموز الحركة الفنية في المغرب إلى دار البقاء، بعدما لحن خلال مساره الفني أكثر من 300 أغنية وظف الكثير من الإيقاعات المغربية الأصيلة، فاعتبر بحق سيد الإيقاعات المغربية الأصيلة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المحكمة تغرم لطيفة رأفت بأزيد 240 مليون بسبب “خويي”               

أصدرت المحكمة التجارية في الدارالبيضاء، يوم الاثنين 16 نونبر 2020، حكمها القطعي في قضية الفنانة لطيفة رأفت...