نورالدين عرفي

نورالدين عرفي يتوج بمعرض الفرس بالجديدة

أسماء لوجني

توج الفنان التشكيلي المغربي نورالدين عرفي بجائزة فنية تقديرية، من طرف جمعية الزاكي والحارت للفروسية، في إطار معرض الفرس في دورته الأخيرة، رصعت مساره التشكيلي الحافل بالجوائز والشهادات.

ولا يمكن الحديث عن نورالدين عرفي دون ذكر جمالية الفرس، فالمبدع وفي لتيمة الحصان، حتى بات واحدا من الفنانين المتخصصين في رسم عيون هذا الحيوان الذي افتتن به كبار التشكيليين العالميين من أمثال متيس ودولاكروا.

حصل عرفي على شهادات تقديرية وتشجيعية من المغرب والبرازيل والهند وأستراليا على بعض أعماله التي جسدت وجه الحصان وتحديدا عيونه.

جماليا يندرج مقتربه التصويري ضمن التجربة التشخيصية الواقعية، فعندما نستحضر أعماله نستحضر معها، أيضا، الديوان البصري لملحمة الفروسية بكل مراسيمها وطقوسها الاحتفالية.

فنان التزم مند 1986 باختيار المسالك الصعبة على غرار المبدعين الباحثين والمهووسين بالثقافة المحلية في أبعادها الرمزية والدلالية. فبداية سجله البصري انطلقت من العراق وتحديدا في أكبر معرض ببغداد خصص للحروفية، حيث مثل المغرب إلى جانب فنانين وازنين من مختلف الأقطار.

خصص أعماله الأخيرة للفرس، ويقول عرفي بهذا الشأن إنه مهووس بالحصان العربي ويضيف في تصريح لـ” الصحراء المغربية” أنه وجد ضالته الفنية في عيون الفرس، مبرزا أن عين الحصان هي أثر دال على هويته، موضحا أن كل حصان قد يتشابه مع الآخر، إلا أنه يختلف عنه في العيون، ومن هنا فشهادة ميلاد أي فرس ترتكز على لون العين وحجمها وكبرها. عرفي فنان آثر الاشتغال على المواضيع الحية مثل الفروسية إلى جانب التركيز على كل ما يعتمر في كيانه ودواخله، يحرص الفنان المبدع على إعادة تمثيل قيم الذاكرة المشتركة في منزعها التشخيصي الواقعي، يستوحي عوالمه المشهدية من ملكته الطبيعية، لكنه يفصح عنها من خلال مهاراته وكفاياته على مستوى الإعداد والإنجاز. مقتربة الفني يزاوج بين توسيع الإدراك الجمالي وتحرير المخيلة، بل نكاد نجزم أنه تواطؤ بين مخيلة حرة جسورة وإدراك موسع.

فإذا كان الفنانون المستقبليون قد انتصروا في بياناتهم وأعمالهم لجمال السرعة والتقنية، فإن نورالدين عرفي ينشد جمال الأصيل في الأشياء والكائنات، منطلقا من الوحدات البصرية لواقعه المحيط به، إذ على المتلقي المتذوق أن يبحث عن المعاني الضمنية بالعقل والحدس معا. زاوج عرفي في تجربته التصويرية بين التشخيص التأثيري، والاختزال التشكيلي، والجمال الصافي الموضوعي، وفعل اللون على الحواس والاستيحاء البلاغي. يتخذ العمل الفني في هذا السياق العام موضع النوطة الموسيقية الترميزية لتحويل المشاهد من عالم القلق إلى عالم الانتشاء والابتهاج.

يقتنع المتأمل لأعمال عرفي أيما اقتناع بأن الفعل التشكيلي يخضع تماما لقول كاندنسكي، مؤسس اتجاه الفارس الأزرق “لابد من التعبير عن الحاجة الداخلية، حيث يبدو تناغم الألوان والأشكال حصيلة الاحتكاك الفعال مع الروح البشرية”.

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *