المشروع الإصلاحي بالمغرب

عبد الإله الحداد يرصد المشروع الإصلاحي بالمغرب في الفترة ما بين 1830-1912

يهدف الإصدار الجديد إلى إبراز خصوصية الخطاب التحديثي الإصلاحي بالمغرب…

بيت الفن

ضمن منشوراتها الحديثة، أصدرت المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير  كتاب جديدا بعنوان “المشروع الإصلاحي بالمغرب: بين جدلية التقليد والتحديث 1830-1912” من إنجاز الباحث عبد الإله الحداد.

ويهدف الإصدار الجديد إلى إبراز خصوصية الخطاب التحديثي الإصلاحي بالمغرب على اعتبار أن الإنتاجات الفكرية للنخبة المغربية “أهل الحل والعقد” بحسب الأدبيات التاريخية المغربية، تحكمت فيها عوامل ثلاثة، فيها ما هو مرتبط بوضعية المغرب الداخلية أولا، ثم الاحتكاك بالعالم الأوروبي الغربي وتحديدا في ميدان الحرب ثانيا، ثم الانفتاح على تجارب ومشاريع النخبة العربية المشرقية ثالثا.

ولبسط الموضوع والنفاذ لتفاصيله ومناقشة طروحاته ومعطياته، قام الباحث عبد الاله الحداد بتقسيم بحثه إلى سبعة فصول، حيث خصص الفصل الأول للحديث عن مفهوم الإصلاح وسياقاته ودلالاته من حيث التوظيف والعوامل التي تحكمت في سيادة وبروز هذه المفاهيم داخل النسق الثقافي العربي الإسلامي ومنه طبعا المنظومة المغربية.

وأفرد الفصل الثاني للنخبة المثقفة المغربية من حيث التكوين والتشكل، في حين ناقش في الفصل الثالث إنتاجات النخبة المثقفة وأنواعها وتصانيفها.

وفي الفصل الرابع بسط نماذج من المشاريع التي تقدمت بها النخبة المثقفة المغربية للسلطة الحاكمة والسياقات التي أفرزت هذا الكم من المشاريع.

في حين خصص الفصل الخامس للبحث في مشاريع الإصلاح الاقتصادي والمالي. أما الفصل السادس، فتطرق فيه للإصلاح الإداري والسياسي باعتبار أن محن المغرب المتوالية والمتعددة والمتجددة باستمرار ناجمة عن فساد بطانة السلطان ورغبتها في تحقيق ترقي ورفاه اجتماعي ومحاربة كل تغيير أو إصلاح قد يزحزحها من مركزها ويهدد مكانتها الاجتماعية ويمس وضعها الاعتباري.

وفي الفصل السابع، سعى الباحث للمقارنة بين تصور النخبة المشرقية لمشاريعها الإصلاحية وبين نظرة النخبة المغربية التي عالجت موضوع التعليم.

هذا العمل الأكاديمي، الذي حرصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على احتضانه وطبعه ونشره، بما احتواه وتضمنه من مادة علمية ومصدرية ومرجعية وتوثيقية رصينة، يعد مرجعا في غاية الأهمية ولا مناص من الرجوع إليه والاستئناس به والارتكاز عليه أثناء البحث في تاريخ الفكر الإصلاحي بالمغرب خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master