باب المشاركة مفتوح حتى 20 غشت 2022 في كتاب سيصدر
ضمن فعاليات مهرجان “إسني ن ورغ” الدولي للفيلم الأمازيغي بأكادير
بيت الفن
دعت إدارة مهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي بأكادير كافة الباحثين والصحافيين والنقاد والمهتمين بالدراسات العلمية إلى تقديم مقترحاتهم وبحوثهم ودراساتهم العلمية لنشرها ضمن منشورات المهرجان في كتاب جماعي حول موضوع “تمثلات المرأة في السينما الأمازيغية”.
وأفاد المنظمون أن باب المشاركة مفتوح حتى 20 غشت المقبل في الكتاب الذي سيصدر قبل أشغال الندوة الوطنية التي تتمحور حول الموضوع نفسه، على أن يجري تقديم الكتاب ضمن فعاليات الدورة الـ13 المقرر تنظيمها من 29 إلى 3 أكتوبر 2022.
وفي دورته الجديدة يشترط المهرجان أن تتمحور المساهمات في الكتاب الجماعي حول تيمة “تمثلات المرأة في السينما الأمازيغية”، وأن تتقيد هذه البحوث والدراسات بشروط النشر الجاري بها العمل، وتقبل الأعمال المكتوبة باللغة الأمازيغية والعربية والفرنسية والإنجليزية.
كما تشترط إدارة المهرجان أن ترتبط المقالات المقدمة بموضوع أرضية الندوة، وتشدد على أهمية الأصالة والجدية في التعامل مع الموضوع، وذلك باحترام الضوابط والمعايير المتعارف عليها علميا وأكاديميا.
وحسب ما ورد في أرضية الندوة “تمثلات المرأة في السينما الأمازيغية” “الفن السينمائي يعتبر من الفنون التي تعالج المواضيع الحساسة عبر العالم، ووسيلة تعبيرية لاستيعاب الفرد أو الجماعة للآخر والمجتمع والكون بشتى تجلياته وتمظهراته الفكرية والنفسية والسلوكية. وقد استقى فن السينما مناهجه من العلوم الإنسانية والاجتماعية، خصوصا علم الاجتماع والتاريخ والأنثروبولوجيا”.
كما تعتمد هذه العلوم على السينما، في استخدام الصورة السينمائية للتوثيق والتسجيل والوصف. وأمام هذا التبادل المعرفي بين السينما والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أصبح المبدع يتعامل مع قضايا حساسة، ويتخذ من العلوم التي اهتمت بهذه المواضيع دليلا ينير طريقه لبناء النص الدرامي.
وموازاة مع تطور هذين الحقلين (السينمائي والعلمي) ظهرت جملة من النقاشات الفكرية التي تناولت مواضيع حساسة كموضوع “قضية المرأة” ولاسيما الشق المتعلق بـ “الذكورية”، الذي يشكل تحديا كبيرا للمرأة، حتى أصبح هذا الموضوع، موضوعا خاصا بعلم الاجتماع، الذي أنتج مادة معرفية مهمة في مقاربة المسألة الجندرية. لتمتد هذه المسألة إلى المجال السينمائي باعتباره حقلا معرفيا، يتخذ من الكاميرا أداة لإنتاج المعرفة.
تواجه المرأة اليوم الكثير من التحديات، سواء كانت صادرة من جنسها أو من الجنس الآخر. فتحول تلك التحديات دون تحقيق ذاتها، حيث تصير بذلك عرضة للتعامل غير اللائق وهضم حقوقها. فالمجتمعات المحافظة تضع المرأة تحت الوصاية والرقابة، ما يشكل حاجزا يمنعها من التقدم في مساراتها.
فإذا كان كل من الأنثى والذكر يولدان بنفس الخصائص الإنسانية والقدرات الذهنية، فإن التنشئة هي التي تحدد مصير كل منهما ككائنات اجتماعية، وهو ما تؤكد عليه الكاتبة والمفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار في مقولتها الشهيرة “لا نولد نساء وإنما نصير كذلك”.
ويتساءل منظمو المهرجان هل امتدت هذه الفكرة إلى المجال السينمائي بشكل عام؟ باعتباره مجالا خصبا لاستقراء وضعية المرأة، ووضع الأصبع على الممارسة النسائية في السينما الأمازيغية بشكل خاص وتمثلاتها في الشاشة ودلالاتها الفنية والثقافية والرمزية والتاريخية وصورتها المسوقة عبر المادة الدرامية.
وقد مكنت القصص الواقعية والمتخيلة السينما من استلهام مادتها الدرامية، التي تبنى في قالب فني متفاوت في الإبداعية. ما يزود الشاشة بمادة درامية، موجهة إلى جمهور عريض متباين في الوعي بقضية المرأة، ومختلف في نظرته إليها.
وبعد صدور فيلم “تامغارت ن وورغ” لمخرجه الحسين بيزكارن، الذي يعطينا عنوانه انطباعا عن تناوله لقضية المرأة، أصبح لزاما علينا اليوم مساءلة التراكم الكمي والنوعي في هذا المجال المؤلف من مئات الأفلام، واستقراء مدى مقاربته لهذا الموضوع.
كما صار واجبا علينا مساءلة المكتبة الفيلمية الأمازيغية، حول الأعمال التي تركز على المرأة وقضيتها المصيرية كمركز للحكاية الدرامية. فهل للمرأة دور أساسي في النهوض بقضيتها أم أنها مساهمة في تكريس الذكورية المرتبطة بالنسق الاجتماعي العام؟.
وانطلاقا من مبدأ أن السينما باعتبارها فنا وثقافة لها القدرة على القطع مع السلوكيات الماضوية وخلق تطور حقيقي في العلاقة بين الجنسين وفي أدوارهما في المجال السينمائي. يحق لنا إحاطة الإنتاج السينمائي بالفحص والتحليل، لسبر أغواره، والتنقيب عن هذه التمثلات سواء كانت إيجابية أو سلبية. باعتبار قضية المرأة قضية جوهرية في المجتمعات المتقدمة والتي تسير نحو التقدم. كما يحق لنا أيضا مساءلة السينما الأمازيغية عن موقع المرأة ذات البشرة السوداء والمرأة المشاركة في المقاومة والشخصيات التاريخية في منتوجها الفني.
وحتى على مستوى بلاطو التصوير يمكننا التساؤل حول توزيع الوظائف بين الجنسين، هل يتميز بالإنصاف والمساواة واعتماد الكفاءة والمهارات؟ أم أنه لا يتعدى إعادة إنتاج النسق نفسه، من خلال التكريس لسلوكيات الماضي الملتصقة بالذهنية السائدة، والتي تصنف المرأة في خانة الدونية والرضوخ، وعدم اعتبارها عنصرا تنمويا مهما أو فاعلا. وربط وجودها بالصور النمطية المترسبة في المجتمع عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية، كتوزيع العمل والمسؤوليات بصورة نمطية، وتوزيع أدوات اللعب، إذ تخصص للذكور ألعاب تنم عن الحس بالتفوق والمسؤولية والفحولة. وعلى عكس ذلك تخصص للأنثى أدوات عبارة عن دمى رضع وأواني مطبخية.
وأمام هذا الوضع، الذي يتسم باحتكار الرجل للإنتاج السينمائي يصعب الحديث عن نساء راكمن تجارب في الإنتاج السينمائي. نتساءل ما هي الأسباب التي حالت دون ذلك؟ وما هي تمثلات المرأة في المجال السينمائي قبل إنتاج العمل السينمائي وما بعده؟
الجدير بالذكر أن المهرجان دأب على نشر البحوث الهادفة في الفن السينمائي التي تناقش في كل دورة تيمة تحددها بشكل مسبق لتستقبل مساهمات الكتاب والنقاد من مختلف الأقطار العربية.
ويعد مهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي محطة فنية وثقافية سنوية منذورة لخدمة الفن السابع والفيلم الأمازيغي بشكل خاص.
وعلى مدى أكثر من عشر سنوات، استطاعت هذه التظاهرة مراكمة زخم مهم على مستوى العروض السينمائية التي قدمت أهم التجارب السينمائية المغربية كما العالمية، وقدمت إطلالة مهمة على سينما الهامش، علاوة على تقريب الشباب من الأدوات والإمكانات السينمائية عبر مجموعة من التدريبات في مجال الإنتاج السينمائي.
وظل المهرجان وفيا لتنظيم سلسلة من الندوات الفكرية الموضوعاتية، مرفوقة بالعديد من الإصدارات والمنشورات الفكرية، كما تم علاوة على ذلك إنتاج أفلام بدعم من صندوق “إسني ن ورغ” للتضامن.