محمد بنطلحة

تتويج محمد بنطلحة بجائزة ميهاي إيمينسكو العالمية للشعر

تسلمها خلال حفل نظمته الأكاديمية العالمية ميهاي إيمينيسكو

ضمن فعاليات مهرجان كرايوفا العالمي للشعر برومانيا

بيت الفن

نال الشاعر المغربي محمد بنطلحة الجائزة العالمية ميهاي إيمينسكو للشعر لعام 2022، تسلمها خلال حفل نظمته الأكاديمية العالمية ميهاي إيمينيسكو، ضمن فعاليات مهرجان كرايوفا العالمي للشعر برومانيا المنظم ما بين 17 و 22 يونيو 2022.

وتلقى الشاعر المغربي تهاني كل الشعراء المشاركين في هذا المهرجان، كما منح الشاعر المغربي العضوية الشرفية لمهرجان ميهاي إيمينيسكو العالمي للشعر بكرايوفا والميدالية الذهبية التي تحمل اسم الشاعر الروماني الكبير.

وسبق للشاعر محمد بنطلحة (من مواليد مدينة فاس سنة 1950) أن توج سنة 2016 بالنسخة الحادية عشرة لجائزة الأركانة، التي يمنحها بيت الشعر في المغرب. وفي سنة 2015 حاز  جائزة فاس العالمية للكتاب عن مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب.

ولد بنطلحة عام 1950 بمدينة فاس، حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية سنة 1972، قبل أن ينتقل إلى الرباط حيث حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في النقد الأدبي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية سنة 1978، قبل أن يحصل على دكتوراه السلك الثالث من جامعة إكس إن بروفانس بفرنسا عام 1987، ومن أبرز دواوينه الشعرية «نشيد البجع» (1989) و«غيمة أو حجر» (1990) و«سدوم» (1992) و«بعكس الماء» (2000) وليتني أعمى» (2000) و«قليلا أكثر» (2002) و«صفير في تلك الأدراج» (2013) و«أخسر السماء وأربح الأرض» (2014).

والشاعر محمد بنطلحة من مؤسسي بيت الشعر في المغرب، وتحمل مسؤولية اتحاد كتاب المغرب ما بين سنتي 1979و1981، وهو عضو فاعل في الشبكة الجامعية الأورو المتوسطية للشعر (ستراسبورغ 1993).

وحسب “بيت الشعر”، فإن الشاعر محمد بنطلحة “يكتب قصيدته بكامل التأني الذي يوجبه الصبر الشعري. وفي هذا الصبر الشاق والنتوج، يمحو الشاعر في كتابته الشعرية أكثر مِما يبقي، أو على الأصح، فهو يبقي ما يبقيه من كتابتهِ ماحيا. ليس المحو والإثبات فِعلين منفصلين في شعره. إنهما متشابكان، على نحو شديد التعقيد.

لا تستقيم الكتابة عند الشاعر محمد بنطلحة إلا بالمحو. منه تأتي. وما يتحقق منها هو أيضا انتساب في ذاته إلى المحو، بحكم سريان الصمت في هذا التحقق. هكذا كان منجز الشاعر محمد بنطلحة حاملا، في تركيبه وإيقاعه وتخييله، آثار محو كتابي ومعرفي عنيد لا يتساهل في العمل على اللغة، حذفا وتشطيبا وتعديلا وتكثيفا، بغاية التوغل باللغة الشعرية نحو المجهول، الذي يحتاج بلوغ مشارفه اختراق الكثير من التراكيب والتخلي الصارم عن كل صوغ جاهز وعن كل معنى مسبق. لا شيء معروض في الطريق نحو الشعر، التي اختارها الشاعر محمد بنطلحة وسلكها عبر محطات يشهد عليها كل عمل شعري من أعماله”.

وأثنى “بيت الشعر” على تجربة بنطلحة الشعرية، معتبر أنها “تنطوي على معرفة خصيبة، لا لأنها تبني نصوصها بالإصغاء إلى التجارب العالمية الشعرية وحسب، بل أيضا لأنها تبني تصورا عن المعنى الشعري ظل دوما حاملا لدمغة الشاعر. إن الجهد الكبير، الذي يبذله الشاعر محمد بنطلحة في بناء المعنى الشعري، لا يطرح فقط سؤال كيف نقرأ المعنى في أعماله، بل يطرح أساسا تصورا خصيبا عن المعنى الشعري ذاته، عبر خلخلة الطرق التقليدية في تحقق المعنى. تصور يقوم على تعارض مع تصورات أخرى، لأنه يصل المعنى الشعري بمجهول لا حد له، فيه يستضيف الشعر الغامض والمتملص، على نحو جعل المعنى متملصا دوما من التصنيفات. لا ضِفاف للمجهول الذي فتحته تجربة الشاعر محمد بنطلحة للمعنى الشعري وهي تقيم هذا المعنى على مشارف الغامض، الذي يسائل اللغة والكائن”.

منذ مجموعته الأولى “نشيد البجع” لم يكف الشاعر محمد بنطلحة عن صون المجهول الشعري واكتشاف أراض شعرية جديدة والتوغل باللغة نحو كثافتها العليا. ذلك ما رسخه في «غيمة أو حجر»، و«سدوم»، و«بعكس الماء»، و«قليلا أكثر»، و«أخسر السماء وأربح الأرض»، و«رؤى في موسم العوسج» و«تحت أي سلم عبرت؟».. في هذه الأعمال، توجه الشاعر محمد بنطلحة إلى ابتكار تركيب شعري مختلف يحتفي بالقدرات الكامنة في اللغة عندما تقتات من اللعب والتجريد والمغامرة لتضع الجملة الشعرية دوما في الحدود القصوى للمعنى أو للامعنى.

إن التجربة الشعرية للشاعر محمد بنطلحة لحظة مضيئة في الشعرية العربية المعاصرة. لقد انبنت هذه التجربة على تفاعل خلاق لا مع الشعرية العربية وحسب، بل أيضا مع الشعريات العالمية، وتمكنت من أن تنحِت لذاتها ملمحها الخاص، الذي يحمل دمغة الشاعر في بناء رؤية شعرية مركبة، وفي النزوع الدائم إلى اكتشاف أشكال جديدة، وفي الانتصار الجمالي للغة العربية”.

الجدير بالذكر أن شاعر رومانيا القومي ميهاي إمينسكو (15 يناير 1850 – 15 يونيو 1889)، يعد عراب الشعر المكتوب باللغة الرومانية والمساهم الأبرز في وصول الأدب الروماني إلى العالمية.

ينتمي إمينسكو للمدرسة الرومانسية في الشعر، ووصل ما تركه من إنتاج أدبي غزير إلى 46 مجلدا تضم حوالي 14000 صفحة مكتوبة.

أعماله تعكس جمال البيئة التي عاش فيها وقيم الحب والحرية والجمال، إذ لم يكن إمينِسكو مجرد شاعر رومانسي، بل كان أديبا عاشقا.

رحل إمينسكو في التاسعة والثلاثين من عمره، ولكنه ترك أثرا تجاوز بكثير سنوات حياته القصيرة نسبيا.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

بيت الشعر بالمغرب يتوج البحريني قاسم حداد بجائزة الأركانة العالمية

مكافأة  يقدمها المغاربة لشاعر يتميز بتجربة في الحقل الشعري الإنساني ويدافع عن قيم الاختلاف والحرية …