بيت الفن
سلطت صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية الضوء على مسيرة حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مستشهدة بكتاب ابنته الدكتورة هدى عبدالناصر، والذي يحمل عنوان “ناصر.. الأرشيف السري.. يوميات الحرب”، الذي يوثق مقابلات الزعيم وحياته العسكرية منذ أن كان طالبا وضابطا، متضمنا بين صفحاته 30 رسالة بخط جمال عبد الناصر.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن كثيرا من الرموز السياسية خلفوا حالة من الكراهية، وكثير من العشق للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، موضحة أن ناصر نال إساءة عدد من المسؤولين ووسائل الإعلام الغربية ، في وقت كان الملايين من الناس في مصر والعالم العربي يهتفون باسمه بحرارة.
ووفقا “لوموند ديبلوماتيك” الفرنسية، فإن هذا الاختلاف وهذه الفجوة في الآراء تشير إلى المكانة الفريدة لجمال عبد الناصر في التاريخ، فهو يعتبر رمزا ليس فقط لمحاربة الاحتلال الأجنبي لمصر، ولكن أيضا لرغبة غير ناجحة جزئيا في بناء دولة مختلفة عن النظام الدولي المهيمن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وسلطت الصحيفة الضوء على كتاب هدى عبد الناصر، مشيرة إلى أنه يسمح بتتبع مساره وخياراته وانتصاراته وهزائمه، فهي عملت معه بين عامي 1966 و1970، وتمكنت من استعادة بعض المستندات التي كان يحتفظ بها في منزل العائلة، وتسرد مسار رحلتها.
وكشف الكتاب أن عبد الناصر عاش حياة متقشفة، وسياسية، يتخللها تأميم شركة قناة السويس، وحرب اليمن، وهزيمة 1967 ومحاولاته الأخيرة للتحضير لتحرير الأراضي التي تحتلها إسرائيل.
وتابعت الصحيفة الفرنسية أن حب الأبناء بلا شك هو الذي يدفع هدى ناصر لإخفاء بعض الحقائق. وهكذا فإن اتفاق 19 أكتوبر 1954 مع البريطانيين على إجلاء قواتهم من مصر ، وهو مطلب قديم للقوميين منذ احتلال بلادهم عام 1882 ، لم يثر الحماس الذي يثيره، لأن أحد بنودها سمح بإعادة احتلال البلاد في حالة الحرب.
لكن الوثائق تسلط الضوء على التزام القائد الراحل جمال عبد الناصر، وقناعته التي صاغتها التجربة، بأن تحرير مصر يجب أن يكون جزءا من نضال أكبر ضد الإمبريالية، كما يتضح من شجبه عام 1960، العدوان على الكونغو المستقلة أو في عام 1961 ، إنزال خليج الخنازير (كوبا).
ومن بين النصوص الأصلية التي تضمنها الكتاب تحديه مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، خاصة فيما يتعلق بمعنى الوحدة العربية ومكانة الشيوعيين في هذه البلدان.
وينتهي الكتاب بـ “يوميات الحرب” الذي يبرز أحداث جرت خلال الصراع العربي الإسرائيلي الأول 1948-1949، حيث تميز بشجاعته. وهو ما أبرز إهمال القيادة المصرية العليا والملك فاروق الأمر الذي عزز عزمه على إنهاء نظام فاسد بمساهمته في قيادة ثورة 23 يوليوز التي أطاحت بالملكية وكان عمره حينها 34 سنة.
من جهة أخرى، سلطت المجلة الضوء على كتاب آخر للباحثة سارة سالم بعنوان ANTICOLONIAL AFTERLIVES IN EGYPT أو “الأرواح المضادة للاستعمار في مصر، وأظهر الكتاب كيف كان ناصر قادرا على إنشاء “كتلة مهيمنة” من خلال الجمع والحشد للضباط والفلاحين والعمال، والطبقات البرجوازية الصغيرة الحضرية والبرجوازية المستقلة عن رأس المال الأجنبي.
وأوضحت أن عبد الناصر كان قادرا على القيام بذلك وحشد المزيد من خلال توجهه القومي والسيطرة على الاقتصاد، وتقديم إنجازات غير مسبوقة للسكان الإصلاح الزراعي، والتعليم المجاني والصحة، والوصول الهائل إلى الجامعة، وغيرها.