بيت الفن
أعلن وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، اليوم الجمعة بالرباط، عن رصد أزيد من 200 مليون درهم للصحافة المكتوبة في إطار مخطط استعجالي لإنقاذ هذا القطاع الحيوي الذي يطلع بدور مهم في البناء الديمقراطي.
وقال الفردوس، في عرض قدمه أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، إنه تم خلال اجتماع عقده مع مهنيي قطاع الصحافة، في وقت سابق اليوم، وخصص لتدارس إشكالات قطاع الصحافة المكتوبة والإلكترونية والورقية، التأكيد على “أن الدعم التقليدي غير كاف ويتعين اللجوء إلى إجراء استثنائي والتمييز بين الإشكالات الظرفية والهيكلية”، مفيدا بأنه تم الاشتغال بشكل مكثف مع وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة على مخطط استعجالي لإنقاذ الصحافة المكتوبة، يرتكز على أربعة إجراءات تتعلق بالظرفية الحالية.
ويهم الإجراء الأول، وفق الوزير، تخصيص مبلغ 75 مليون درهم تتكلف خلالها الدولة بدفع كتلة أجور هذه المقاولات لثلاثة أشهر (يوليوز وغشت وشتنبر)، مبرزا أن أزيد من 130 مقاولة صحفية طلبت الدعم عبر طلب العروض الذي أطلقته الوزارة بالنسبة للدعم التقليدي، منها أزيد من 30 مقاولة حديثة، كشفت دراسة ملفات هذه المقاولات عن تأزم وضعيتها المالية.
ويتمثل الإجراء الثاني في تخصيص وزارة المالية لـ75 مليون درهما وضخها في “حساب المورد” للمقاولات الصحفية من أجل التكفل بسلسلة القيمة الاقتصادية لقطاع الصحافة المكتوبة لتخفيف العبء عليها.
أما الإجراء الثالث فيهم تخصيص 15 مليون للمطابع التي تطبع أكثر من 500 ألف نسخة، من أجل تمكين هذه المقاولات الصحفية من دفع أجور المناولين.
ويتمثل الإجراء الرابع في تقديم دعم مباشر لـ”سابريس” المكلفة بالتوزيع التي تواجه مشاكل تتعلق بالظرفية يقدر بـ15 مليون درهما، على أن تواصل وزارة المالية دعمها الذي بدأته السنة الماضية لهذه المقاولة من خلال إعادة رأسملتها برصد 10 ملايين درهما لتقوية رأسمالها.
كما تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 15 مليون درهم للإذاعات الخاصة التي قال الفردوس إنها “قامت بمجهود كبير في توعية المواطنين خلال الأزمة الصحية”.
وعلى المستوى الهيكلي، أكد الوزير أنه تم الاتفاق خلال هذا اللقاء، على تشكيل فريق عمل مشترك للاشتغال على المعطيات والبيانات لتشخيص الوضعية، بعد ذلك سيتم العمل على دراسة مقترحات مهنيي القطاع سيما المتعلقة بالعصرنة والتكوين والمشاريع الاستثمارية لهذه المقاولات عبر عقد برنامج.
من جهة أخرى، قال الفردوس إن أزمة جائحة كورونا كشفت عن العديد من المشاكل التي لا تهم قطاع الاتصال فحسب، بل تشمل كل القطاعات ويتعين معالجتها من خلال اعتماد مقاربة عقلانية تقوم على تحديد المشاكل الظرفية المرتبطة بالأزمة ووضع مخططات خاصة بها والمشاكل الهيكلية التي تستلزم العمل وفق تصور على المدى المتوسط والبعيد.
كما أكد على أهمية التقائية المشاريع بين قطاعات الثقافة والإعلام والشبيبة من خلال مشاريع ملموسة، مذكرا في هذا الصدد، أن قطاع الشبيبة قام بإعداد برنامج “أطفال وثقافة” عبارة عن منصة تفاعلية سهلة الولوج تهدف إلى تعريف الأطفال بثقافة وتراث المملكة، وبرنامج مسابقات يومي مخصص للأطفال على القناة الأولى. ولم يفت المسؤول الحكومي التأكيد على أهمية التحولات التكنولوجية والمنصات الرقمية التي أصبحت تؤثر على مفهوم الديمقراطية، وسوق الإشهار الذي أصبح يكتسي أهمية قصوى في ظل هذه التحولات.
وأشار في هذا الصدد، إلى النقاش الدولي المطروح حاليا على مستوى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول الإشكالية المرتبط بالوعاء الضريبي للمنصات الرقمية، معتبرا أن هذا النقاش مهم للغاية بالنسبة للبلدان مثل المغرب التي “ستمكننا من قوة التفاوض مع الشركات الكبرى سيما وأن عدد المغاربة المتوفرين على حساب (الفايسبوك) يبلغ ما يقارب 15 مليون منها 8 مليون من الشباب”.