قالت إن أغلب الفنانين المغاربة يمرون بظروف صعبة
بيت الفن
أكدت الفنانة نجاة خيرالله أهمية الالتزام في أوقات الأزمات، خاصة من قبل الفنانين والمشاهير لأنهم يؤثرون في أعداد كبيرة من متابعيهم، وهناك من يقتدي بهم، لذلك لابد أن تكون سلوكياتهم على قدر من المسؤولية، وهنا يظهر معدن الإنسان، حين يفضل المصلحة العامة على الشخصية، مشيرة إلى أن أزمة كورونا جددت حياة الكثيرين، وجعلتهم يعودون إلى أنفسهم وأرواحهم في ظل زحمة الانشغال.
وقالت إنها سارعت إلى تنفيذ إجراءات العزل المنزلي، حيث لم تطأ عتبة باب بيتها منذ قرابة الشهرين، مشيرة إلى أنها استعادت بعض العادات التي قد نسيتها في معترك الحياة، وقد تعلمت بعض الأمور الجديدة، حيث تمارس الرياضة وتستمتع كثيرا بمشاهدة الأفلام الروائية، بالإضافة إلى الوثائقية العلمية، كما تتابع بعض الأعمال الرمضانية المغربية، وتستثمر الوقت في قراءة روايات وكتب استهوتها في الماضي، والأهم أنها تستمتع بالتقرب من الله تعالى عبر الصلاة والأدعية، وتعزي نفسها وتواسيها على ما يصيب العالم من مآس.
وفي نداء للإنسانية ناشدت خير الله كل مواطن مغربي بقولها “إننا في امتحان صعب وعلينا الالتزام بتعليمات الدولة والقانون كي نتخلص من هذا الوباء، فالالتزام واجب والتقيد بالنصائح والتوجيهات هو بطاقتنا للعبور لبر الأمان”.
وبمناسبة شهر رمضان المبارك، قالت خير الله إنها شاركت في الفيلم السينمائي “التوفري” للمخرج مصطفى فاكر، الذي تم عرضه أخيرا على القناة الأولى، معربة عن أملها في أن تتوصل بمستحقاتها المادية نظير عملها في الشريط، الذي استفاد منتجه سعيد مرنيش من دعم المركز السينمائي المغربي والتلفزيون أيضا.
وأكدت أن أغلب الفنانين المغاربة يمرون بفترة صعبة، حيث أن كورونا أثر سلبا على الحياة الفنية في المغرب، فكل الأعمال الفنية توقفت، في شهري مارس وأبريل اللذين يمثلان فترة الذروة للأعمال الفنية الخاصة بشهر رمضان، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.
وعبرت خير الله عن أسفها لغياب صناعة فنية حقيقية بالمغرب، مشيرة إلى أن ما يضر الفنانين كثيرا أنهم يعتمدون على المواسم الفنية، إضافة إلى أن القطاع غير مهيكل.
وأضافت خيرالله “كنا ننتظر أن تكون لدينا جهة تحمي حقوق العاملين في القطاع الفني، وليس لنا حاليا سوى الانتظار، لأنه كلما طالت الأزمة تعقدت الأمور أكثر”.
وأوضحت أن الفن رسالة تحمل في طياتها الكثير من الحب والفرح لذا علينا التفكير في الإبداع الصادق، الذي يخرج من رحم الأزمات والمعاناة، فكلما عاش الفنان أوقاتا عصيبة كان من الممكن أن يعبر عنها بصدق، موضحة أن هذا الوباء لن تكون له سلبيات فقط، بل ستكون له إيجابيات أيضا، فالمبدع سيجلس ويفكر في ذاته ويكتشف أشياء كثيرة كان مشغولا عنها بسبب هموم الحياة وسيعيد حساباته”. كما أن هذه الجائحة ساهمت في تغيير نظرتها لبعض الأمور، خاصة علاقتها بالفن من جميع الزوايا، إذ لا يعقل أن يبقى القطاع الفني غير مهيكل، كما لابد للجمهور أن يدرك أن الفنان هو أيضا إنسان يعيش أوقاتا صعبة مثله مثل غيره من الناس.