الجولة تشمل الرباط الدارالبيضاء وطنجة ويشارك فيها نخبة من المثقفين المغاربة والفرنسيين من بينهم الطاهر بن جلون
وليد السجعي
بمبادرة من المعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب، تقدم الكاتبة الفرانكومغربية ليلى السليماني، أيام 6 و7 و8 يوليوز المقبل، بثلاث مدن مغربية، روايتها “أغنية هادئة” التي حصلت على جائزة غونكور 2016، بحضور نخبة من المثقفين المغاربة والفرنسيين.
وحسب بلاغ للمعهد الثقافي الفرنسي، فإن هذه الجولة الثقافية ستتضمن حفل توقيع مع قراءة فقرات من الرواية ومناقشتها بحضور المهتمين.
وستنطلق الجولة يوم 6 يوليوز المقبل من المكتبة الوطنية للمملكة بالرباط، حيث ستقدم السليماني روايتها في لقاء تنشطه الفنانة والإعلامية فاطيم العياشي، التي ستنشط أيضا اللقاء الثاني المزمع تنظيمه يوم 7 يوليوز بمقر المعهد الثقافي الفرنسي بالدارالبيضاء، أما اللقاء الثالث، الذي سيحتضنه فندق “المنزه” يزم 8 يوليوز بطنجة فسينشطه الكاتب الفرانكومغربي الطاهر بنجلون عضو أكاديمية غونكور.
وقالت ليلى السليماني، خلال لقاء سابق عقد ضمن اللقاءات الثقافية التي ينظمها فندق “سوفيتيل” الدارالبيضاء، إن روايتها تسلط الضوء على شخصيات في الظل تتمثل في المربيات اللائي يكرسن حياتهن لتربية أطفال الغير، مشيرة إلى علاقة الصراع والغموض التي تطبع الروابط مع عائلات هؤلاء الأطفال وخاصة الأمهات.
وأضافت أنها تناولت قصة الحدود مع العائلات وود وألفة المربيات اللائي يتركن أطفالهن من أجل التكفل بأطفال أسر أخرى، معتبرة أن هؤلاء المربيات يمنحن الأطفال نوعا من الحب محدود في الزمن.
وتابعت الروائية المغربية أن هذه الشخصيات تعيش دوما من أجل الآخرين وبالاعتماد عليهم، إذ يتعلق الأمر بـ”حياة بالوكالة”، مشيرة إلى أنهن يدركن في يوم من الأيام أنهن لم ينجزن شيئا من أجل حياتهم الشخصية.
وتحكي ليلى السليماني في روايتها الصادرة عن دار “غاليمار” قصة ميريام، وهي أم لطفلين، التي قررت رغم عدم تحمس زوجها لإستئناف نشاطها داخل مكتب محاماة. وشرع الزوجان في البحث عن مربية لطفليهما، حيث وقع الاختيار على لويز التي حظيت بود الطفلين، وأضحت بالتالي عنصرا لا غنى عنه داخل الأسرة، لكن ما لبثت حالة الحاضنة النفسية أن تأزمت، واستبد بها شعور حاد بالوحدة، فبدأت تستعيد أحلامها المجهضة، وتوازن بين وضعها كخادمة تأتمر بأوامر سيديها، وتلبي رغباتهما، مما ولد لديها غيرة سرعان ما تحولت إلى حسد ثم إلى حقد أوقعها في المحظور.
ولدت ليلى سليماني بالرباط، من والدة طبيبة مختلطة الأصول (الجزائر والألزاس الفرنسية) ووالد مغربي (رجل اقتصاد) يتحدر من مدينة فاس.
حين بلغت ليلى الثامنة عشرة من العمر، غادرت المغرب إلى باريس. كانت تحلم بأن تصبح طبيبة نفسية، لكن ميولاتها الأدبية ستقودها إلى دراسة العلوم السياسية قبل التسجيل في معهد للتمثيل. بعدها، ستتابع دراستها في شعبة الإعلام بأحد المعاهد الباريسية العليا، لتتلمذ على يدي كريستوف باربيي، مدير تحرير “لكسبريس”، الذي سيوفر لها تدريبا مهنيا في الأسبوعية. وبعدها توجهت إلى مجلة “جون أفريك”، التي غادرتها للتفرغ لـ”عشقها الأبدي، كتابة الأدب”.
ووقعت روايتها الأولى بعنوان “في حديقة الغول”، وفازت بفضلها بجائزة “المامونية” الأدبية وأهدتها لوالديها.
وبخصوص فوزها بأرقى جائزة فرنسية للأدب، أكدت ليلى السليماني أن شعورا انتابها بمفاجأة كبيرة بفوزها بجائزة الغونكور 2016، مبرزة أن الكتابة أعطتها شحنة من الحرية.