دار الحياة

لبنان تودع “الحياة”

بعد شهر من توقف طبعتها الورقية في بيروت جراء أسباب مالية

بيت الفن

أغلقت صحيفة “الحياة” أمس السبت، مكتبها في العاصمة اللبنانبة بيروت، بعد شهر من توقف طبعتها الورقية جراء أسباب مالية، وفق ما أكده العاملون فيها.

ولحقت “الحياة” بزميلتها “السفير” التي توقفت عن الصدور نهاية 2016 في لبنان، لتخلو الشوارع اللبنانية من أحد أهم العناوين الصحفية التي كان يترقبها القارئ.

وقال موظف مسؤول في الصحيفة لوكالة (فرانس برس) “اليوم يغلق مكتب بيروت أبوابه بعدما احتجبت الطبعة الورقية عن الصدور مطلع الشهر الحالي”.

وأوضح أن “إقفال المكتب يندرج في إطار قرار بإغلاق كافة المكاتب الخارجية للصحيفة لأسباب مالية، ويأتي بعد انتقال المقر الرئيسي من لندن إلى دبي مطلع العام”.

ويعمل في مكتب بيروت التابع لـ”دار الحياة” نحو 100 موظف، نصفهم من الصحافيين الذين يتوزعون على جريدة “الحياة” ومجلة “لها” الفنية والاجتماعية المتنوعة.

وتأسست صحيفة “الحياة” الواسعة الانتشار في العالم العربي وبلدان المهجر، في بيروت في عام 1946 على يدي الصحافي كامل مروة الذي كان يعد من أبرز رواد الصحافة اللبنانية والعربية قبل أن يتم اغتياله داخل مكتبه في عام 1966. وأقفلت الصحيفة أبوابها في بيروت في عام 1976، بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية في لبنان.

وفي عام 1988، انطلقت “دار الحياة” في لندن، وباتت بعد عامين ملكا للأمير السعودي خالد بن سلطان.

وعلى مدى عقود، شكلت صحيفة “الحياة” التي اتخذت من لندن مقرا رئيسيا لها، منبرا لأبرز الكتاب والمثقفين العرب، وعملت فيها نخبة من الصحافيين اللبنانيين والعرب. واتسمت بتوجهها الليبرالي العام وبتنوع خلفيات كتابها.

ودأبت الصحيفة خلال العقود الماضية على إصدار نسختين، الأولى دولية انطلاقا من بيروت وتوزع في أنحاء العالم والثانية سعودية محلية.. وبحسب عاملين في الصحيفة في بيروت، سيتم إبقاء النسخة السعودية على حالها فيما سيتم إصدار النسخة الدولية عبر الإنترنت، كما ستطبع في دبي حيث مقرها الرئيسي.

وفيما قررت الصحيفة إبقاء تعاونها مؤقتا مع عدد من الموظفين، على أن يعملوا خلال فترة تجريبية من منازلهم ووفق شروط جديدة، أعلن صحفيون آخرون انتهاء علاقتهم بالصحيفة، وقدم عدد من موظفي الصحيفة شكوى أمام السلطات اللبنانية في وقت سابق احتجاجا على ما وصفوه بـ”الصرف التعسفي”، قبل أن تقترح الإدارة عليهم “تسوية” مالية.

ويأتي إقفال مكاتب صحيفة “الحياة” في بيروت بعد توقف جريدة “السفير” اللبنانية العريقة عن الصدور نهاية العام 2016 جراء مصاعب مالية بعد 42 عاما على تأسيسها.

ويشهد قطاع الصحافة في لبنان أزمة ممتدة ترتبط بشكل خاص بتراجع التمويل، ما دفعها إلى الاستغناء عن صحافيين وموظفين يعملون فيها منذ عقود.

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *