سيدني بواتييه

سيدني بواتييه رحيل الرجل الذي فتح للسود أبواب هوليوود

بيت الفن

قبل سيدني بواتييه، كانت هوليوود تحصر الممثلين السود في أدوار الخدم أو الأغبياء في القرى. لكن الممثل، الذي توفي يوم الجمعة سابع يناير 2021 عن 94 عاما، حطم هذه القوالب النمطية عبر تجسيده في الخمسينات والستينات شخصيات نموذجية ومساهمته بعد ذلك في مسار بطيء لتبديل العقليات.

سنة 1964، كان الممثل أول أميركي أسود يفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن فيلم “ليليز أوف ذي فيلدز”. وقال خلال تسلمه التمثال المذهب “الرحلة كانت طويلة للوصول إلى هنا”.

وبفضل أدواره أدرك جمهور السينما آنذاك أن السود قادرون على تأدية دور الطبيب أو المهندس أو المدرس.

وفي سن 37 عاما، حين نال الممثل صاحب البسمة المشرقة جائزة الأوسكار، كان النجم الأسود الوحيد في هوليوود.

وكتب في سيرته الذاتية “قطاع السينما لم يكن جاهزا بعد ليرفع أكثر من شخصية واحدة متحدرة من الأقليات إلى مصاف النجوم”.

وأضاف “حينها كنت أجسد آمال شعب بأكمله. لم يكن لدي أي تحكم بمضمون أفلامي لكن كان في إمكاني رفض أداء دور ما، وهو ما فعلته مرارا”.

وسنة 2002، بعد أربعة عقود على الجائزة الأولى، نال سيدني بواتييه جائزة أوسكار شرفية تقديرا لـ”أدائه الاستثنائي” على الشاشة الفضية و”العنفوان والأناقة والذكاء”.

وقال الممثل لدى تسلمه الأوسكار “أقبل هذه المكافأة باسم جميع الممثلين والممثلين السود الذين سبقوني والذين استطعت أن أتكئ على أكتافهم لأبني مستقبلي”. وفي الليلة عينها، أصبح دينزل واشنطن ثاني أميركي أسود ينال جائزة أوسكار أفضل ممثل. وتوجه يومها لسيدني بواتييه بالقول “لن أصل يوما إلى مستواك وسأمشي دوما على خطاك”.

وانتقل سيدني بواتييه إلى نيويورك هربا من القوانين العنصرية في فلوريدا، غير أن مسرح “أميريكن نيغرو ثياتر” رفض إلحاقه بصفوفه بسبب اللكنة الكاريبية الظاهرة لديه والتي حاول سيدني التخلص منها.

ومع بدء مسيرته المسرحية على خشبة برودواي سنة 1946، لفت سيدني بواتييه انتباه المخرج جوزف مانكيفيتس الذي طلبه للتمثيل في أول أفلامه “نو واي أوت” سنة 1950 بدور طبيب يعالج اثنين من البيض العنصريين. وقد كان الفيلم سببا لانطلاق مسيرة سيدني بواتييه السينمائية رغم تعرضه لمقص الرقابة في جنوب الولايات المتحدة.

وبعد ثلاث سنوات من نيله جائزة الأوسكار، أدى سيدني بواتييه البطولة في ثلاثة أفلام حققت إيرادات ضخمة على شباك الذاكر هي “غيس هوز كامينغ تو دينر” و”تو سير ويذ لاف” و”إن ذي هيت أوف ذي نايت”. وقد تخطى بشعبيته حتى ستيف ماكوين وبول نيومان.

لكن مع ذلك، لم تطرأ تغييرات كثيرة على أوضاع الممثلين السود في هوليوود. وقد واجه انتقادات من ناشطين انتقدوا أدواره المثالية التي لا تعكس برأيهم حالات التمييز التي يعانيها السود. وقد اختار البعض إطلاق ألقاب سلبية عليه بينها “العم توم”، وهي تسمية تُطلق خصوصا على أشخاص سود يُتهمون بالخنوع أو خيانة إرثهم الثقافي.

وفي مطلع سبعينات القرن الماضي بزغ فجر جديد في سينما السود من خلال نوع عُرف باسم “بلاكسبواتيشن” أو “سينما استغلال السود”. ورأى الممثل حينها في هذه الموجة “نهاية مسيرتي كنجم هوليوودي”، ليتحول إلى الإخراج.

وسنة 1997، جسد بواتييه شخصية نيلسون مانديلا، ثم أدى دور أول قاض أسود في المحكمة العليا الأمريكية ثورغود مارشال.

وقد تزوج لخمسة عشر عاما (1950 – 1965) من الراقصة خوانيتا هاردي التي أنجبت له أربع بنات، ثم اقترن ثانية سنة 1976 من الممثلة الكندية جوانان شيكموس التي أنجبت له ابنتين أخريين.

وسنة 2000، قال سيدني بواتييه في مقابلة مع الإعلامية أوبرا وينفري إنه بقي وفيا لمبادئ والده الذي “لم يتخل عن عنفوانه”، رغم فقره الشديد، مع أنه “لم يكسب طوال حياته ما أنفقه في أسبوع واحد”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

بافتا 2024

أوبنهايمر يكتسح ترشيحات جوائز “بافتا” السينمائية

بيت الفن :   اكتسح فيلم “أوبنهايمر” للمخرج كريستوفر نولان على ترشيحات جوائز “بافتا” السينمائية البريطانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master