دار الشعر بمراكش

رشيد الخديري يراهن على إعادة الاعتبار للشعر المغربي

دار الشعر بمراكش تنظم أولى حلقات “الإقامة في القصيدة”

نوال شريف: أن تكون موسوعيا..أن تكون رشيد الخديري

بيت الفن

استضافت الفقرة الأولى من “الإقامة في القصيدة” التي تنظمها دار الشعر بمراكش الشاعر والناقد المغربي رشيد الخديري.

وفي بداية الفقرة أكد الشاعر عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، أن “الإقامة في القصيدة” هي برمجة خاصة بالمبدعين المغاربة، والذين زاوجوا في تجربتهم بين الكتابة الشعرية وأسئلة النقد الشعري. واختيار الشاعر والناقد رشيد الخديري إحدى التجارب الحديثة في المشهد الثقافي المغربي، من خلال منجز شعري ابتداء من ديوان “حدائق زارا” وانتهاء بـ”سلالم الضوء”، وتجربة نقدية تراكمت من خلال العديد من الكتب والإصدارات النقدية التي تتأمل راهن والمنجز الشعري المغربي، نابع من هذا الاختيار.

واعتبر أن فقرة الإقامة في القصيدة هي فقرة للاقتراب من المختبر الداخلي للشعراء والنقاد المغاربة، أطلقتها دار الشعر بمراكش في مفتتح السنة الجديدة 2021. كما أنها لحظة شعرية ونقدية للاقتراب من تجربة إبداعية مغربية، استطاعت أن تنسج من خلال مسارها الشعري والنقدي انشغالها العميق بأفق القصيدة وأسئلة النقد الشعري.

وأثار الشاعر الخديري في مداخلته الكثير من المباحث في ما يتعلق بالشعر المغربي، حيث بين بداية أن المبدع بطبعه كائن متحول، وإقامته كانت ومازالت داخل القصيدة، لذلك اعتبر نفسه ابنا شرعيا للشعر فقط. والانتقال إلى النقد أفرزته مرحلة الدراسة الأكاديمية، والتي لم تكن اختيارا شخصيا، بقدر ما كانت تنطوي على احتياجات ومرجعيات واعتبارات أخرى.

وأكد أن الشعر المغربي ظل مظلوما في الدراسات النقدية، ومسار الناقد ينمو بشكل مواز مع مسار الشاعر، معتبرا أنه رغم التعدد اللغوي والثقافي الذي يشهده المغرب الشعري، لم تستفد القصيدة المغربية من هذا التنوع والغنى، ولم تحاول مأسسة الشعرية المغربية.

ويلاحظ الخديري أن التراكم الشعري في المغرب لم يشهد بروز مدارس شعرية مؤثرة، وإنما هي اجتهادات فردية لا غير، عكس المدارس الشعرية في المشرق والغرب، في حين لم تظهر ولم تتأسس هذه المدارس والاتجاهات مغربيا. هناك خلل ما داخل القصيدة المغربية، بحكم أن المغرب الشعري لم يعرف مدارس واجتهادات جماعية، وحتى على مستوى النقد، ليس هناك إلا مقاربات تجزيئية، يمكن أن نجد مقاربة لديوان واحد، ولا نجد مقاربة منجز ومتون شعرية.

وينبه الناقد الخديري إلى أن إحدى إشكاليات مقاربة الشعر المغربي تظل إشكالية التحقيب، هذا المعطى الذي يثير حفيظته بشدة، على اعتبار أنه لا يسمح بتمثل عميق للتجربة الشعرية المغربية من الداخل، بينما تأويل النصوص من الداخل أهم وأكثر فاعلية إجرائية.

والشعر المغربي، في رأيه، تجاوز مرحلة الاحتجاج (الشعر السبعيني)، على حساب جماليات اللغة والتكثيف، لذلك استدعى الخديري مقولة تشبه الشاعر بالملاكم، إذ عليه أن يتمرن يوميا حتى لا يسقط أرضا، وهو ما يدفع الشاعر إلى خلق تراكم قوي لتجربته والحفر في مساراتها، رغم أن القصيدة المغربية لم تفرز تجارب خاصة يمكن أن تنعكس على مستويات القراءة.

وفي محطة ثالثة، وللاقتراب أكثر من المختبر الداخلي للشاعر والناقد رشيد الخديري، أثار هذا الأخير مقولة يعتبرها أنطولوجية، إذ يؤكد أنه سيبقى ابنا شرعيا للشعر وإن تغيرت البوصلات. وديوان “حدائق زارا” جاء نتيجة لمعاناة خاصة وانفتاح على الفلسفة، نظرا إلى طبيعة الشعر، بحكم أنه من أصعب الأجناس الأدبية.

ويلاحظ الخديري أن هناك استسهالا لكتابة قصيدة النثر، والعكس هو المطلوب، كما سجل تطاحنا بين التجارب وكتابة الأنماط الشعرية. في حين أنه مثلا نجد القاص أحمد بوزفور “شاعرا للقصة”، ورسالته الأكاديمية خصصها للشعر، وحتى بعض اختيارات عناوين قصصه لا تخرج عن هذا السياق (قصة فعولن مفاعيلن).

ويرى الخديري أن تجربته القصصية والروائية لم تكن إلا تمثلا للشعر. ونظرا إلى سلطة المقروء، في بداية مساره الإبداعي، خصوصا الفلسفة الألمانية، ومحاولة “قتل الأب رمزيا”، فالكتابة ظلت تعيش في داخله صراعا متواصلا ومتجددا. لذلك فهو يميل في كتاباته، النقدية مثلا، إلى اللغة الرصينة، بعيدا عن إغراق القراءات بالمصطلحات والمفاهيم. وشعاره اليوم هو إعادة الاعتبار للشعر المغربي، بل يشكل رهانه المعرفي.

ويعتبر أن اللجوء إلى السرد إفراز طبيعي لعدم استطاعة القصيدة أن تجيب على كل ما يدور في داخله.

والشاعر رشيد الخديري، بدأ نيتشويا من حدائق زارا ثم عاد إلى ذاته وإلى سؤال التشظي، مع توالي إصداراته الشعرية، وذلك مرده لمجموعة من الانكسارات والجراحات، والانتقال تم على مستوى النصوص أيضا.

واختتمت فقرة الإقامة في القصيدة بأن قرأ الشاعر من ديوانه “مقام العشق”، ونصوصا أخرى من دواوينه “حدائق زارا” و”خارج التعاليم” و”سلالم الضوء”.

وشاركت الشاعرة والكاتبة والمشتغلة في مجال التنشيط السوسيوثقافي نوال شريف في فقرة “الإقامة في القصيدة”، وقدمت شهادتها العميقة حول تجربة رشيد الخديري الإبداعية والنقدية، إذ اتجهت إلى مقاربة سؤال الإقامة في القصيدة كاستعارة وسفر.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

ملتقى المعتمد الدولي للشعر بمراكش

تنظيم الدورة الأولى لملتقى المعتمد الدولي للشعر بمراكش

الملتقى تنظمه دار الشعر بمراكش حول محور “الشاعر.. الترجمة والآخر” ويجمع الشعراء بالفنانين تشكيليين… بيت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master