بشير القمري

بشير القمري.. رحيل مثقف كبير من طراز خاص

بيت الفن

بعد معاناة مع المرض، انتقل إلى عفو الله اليوم الخميس 24 يونيو 2021 بالرباط، الكاتب المغربي بشير القمري.

وترك رحيل القمري أسى وحزنا شديدين في الأوساط الثقافية المغربية والعربية، حيث نعاه الناقد السينمائي المصري أمير العمري بكلمات مؤثرة ورد فيها “أشعر بحزن شديد وأنا أجد نفسي أنعى الصديق- الكاتب والناقد المغربي والمثقف الكبير من طراز خاص- بشير القمري الذي رحل عن عالمنا اليوم بعد معاناة طويلة مع المرض.

عرفته إنسانا نبيلا كريما محبا للناس وللحياة، مخلصا لقضية الثقافة، متكلما بارعا طلقا، كاتبا يجيد اللغة العربية إجادة تامة دون تقعر أو لجوء إلى الألفاظ والكلمات المهجورة العتيقة، والأهم، أنه كان يمتلك رؤية ومنهاجا واضحين، وقدرة على التعمق في النص الذي يتناوله. وقد نشرت له في صحيفة “القدس العربي” في أوائل التسعينيات حينما كنت مسؤولا فيها عن صفحة الفنون بعد أن التقيت به في مهرجانات المغرب السينمائية مرات عدة.

كان بشير القمري زاهدا عن المناصب، معابثا ساخرا في نقده لكل السلطات. متمردا أصيلا.. لذلك ربما ظل على الهامش… كان مثقفا تشغله قضية الثقافة لا الانتفاع من قشور الثقافة، أو يعيش على صيت تحقق في الماضي الذي لم يعد قائما!”.

وأضاف العمري “كان يتمتع بشخصية مرحة، تشيع البهجة بين الجميع.. وكان يتميز بقدرته الفائقة على تحويل أي عبوس إلى ضحك وابتهاج من دون ابتذال. وكان شخصية (ديونيسوسية) بمعنى الكلمة.. وكنت كلما زرت المغرب أسأل عنه الأصدقاء لأنه احتجب طويلا عن الحياة الثقافية.. ولكنه ظهر على- ما يبدو -خلال السنوات الأخيرة.. ربما لكي يودع عالمه الأثير.

رحمة الله عليك يا بشير ألف رحمة….. كنت الأرقى والأفضل والأنقى، لكن الكثيرين لا يتذكرون سوى أصحاب المناصب والنفوذ و”الخدمات الخاصة” التي لم تكن تمتلك منها شيئا تقدمه، لا لغيرك ولا لنفسك!”…

كما نعاه الناقد والمخرج السينمائي عبد الإله الجوهري قائلا ” كان صوتا إبداعيا مدويا في برية الخلق. أديب يكتب بلغة لا يفهمها إلا من اكتسب ثقافة رصينة ومعرفة عميقة. رجل يبدو صارما في كلامه ونظراته، لكن قلبه كان يشع بالليونة والمحبة. ريفي شرب معاني الأنفة من منطقة الأصل والفصل العصية على كل أشكال الترويض.

إلتقيته قبل مدة ليست بعيدة، بدا لي كمصارع أتعبته السنون بعد أن أتعبها بمرحه وفرحه وشغبه وكتاباته التي كانت نبراسا لعشرات من طلابه وعشاق أدبه. يمشي الهوينى متكئا على عصاه، وينظر نحو الأمام كطائر يبحث عن ملاذ قبل مجيء العاصفة. اقتربت منه وسلمت عليه، فبدت السعادة والبسمة على محياه، ربت على كتفي بكثير من المحبة والعفوية الصادقة….

كان لقاءا سريعا تخللته الكثير من كلمات الود والتقدير، قبل أن نتوادع الوداع الأخير. ليأتيني خبر موته اليوم، وأنا احتفي بعيد ميلادي، فينغص علي الفرحة، لا لأنه صديق وكفى، بل لأنه أديب مغربي من الصعب أن يعوضنا الزمن بمبدع من قيمته وقامته”.

يشار إلى أن الراحل اشتغل قيد حياته أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة وكذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

وانضم بشير القمري إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1976، كما شغل عضو المكتب المركزي لهذه المؤسسة لعدة فترات.

ويتوزع إنتاج الراحل، الذي بدأ النشر سنة 1972 بجريدة العلم، بين النقد الأدبي، والنقد السينمائي، والكتابة القصصية والمسرحية والترجمة.

وحصل الراحل على شهادتي الباكالوريا في الآداب العربية سنة 1968، والإجازة في الأدب العربي (سنة 1975)، ثم شهادة الدروس الجامعية العليا (سنة 1982)، ودكتوراه السلك الثالث (سنة 1987).

ومن أبرز مؤلفات الراحل القمري، كتاب”شعرية النص الروائي”، الصادر سنة 1991.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

توفيق بابا

توفيق بابا يستهل عروض بانوراما الأقصر للأفلام المغربية بـ”أوليفر بلاك”

أوليفر بلاك تجربة سينمائية مغربية مختلفة للمخرج الشاب توفيق بابا… بيت الفن  انطلقت، مساء اليوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master