عبد الله المصباحي

عبد الله المصباحي 60 سنة من السينما الملتزمة

شغلته القضايا الوطنية والعربية والإسلامية وكان طموحه السينما العالمية

بيت الفن

المخرج والسيناريست والمنتج المغربي، عبد الله المصباحي رائد من رواد السينما المغربية والعربية ورمز من رموزها، فارق الحياة يوم الجمعة 16 شتنبر 2016، بالدار البيضاء، بعد مسيرة حافلة بالعطاء.

عبد الله المصباحي، المزداد سنة 1936 بمدينة الجديدة، حصل على شهادة في الاقتصاد من جامعة فريبورغ بسويسرا قبل أن يتجه لدراسة السينما في المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس، حيث تخرج من قسم الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو.

تخرج سنة 1956 من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس وهو في سن العشرين، واشتغل إلى جانب المسرحي الفرنسي المشهور جان فيلار في فرقة المسرح الوطني الفرنسي، حيث تعرف على كبار الفنانين أمثال أورسن ويلز، وكان من بين أعضاء لجنة تحكيم مهرجان برلين الألماني مع المخرج الأمريكي الشهير كينغ بيدور، ورئيسا للاتحاد السينمائي العربي بالقاهرة، ومديرا لمركز التعاون العربي الدولي في الميدان الثقافي بدبي، وعضوا في الأمانة العامة الدائمة لرابطة العالم الإسلامي بمكة، ورئيسا لمصلحة السينما ورئيسا للجنة رقابة الأفلام بوزارة الأنباء، ومديرا بالنيابة للمركز السينمائي المغربي في بداية الستينيات من القرن الماضي.

تنوعت مواضيع أفلامه مع اهتمام خاص بالقضايا الوطنية والإسلامية، خصوصا قضية فلسطين وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي خصها بثلاثية عن القدس بدأها بـ”القدس باب المغاربة”، الذي حصل من خلاله على جائزة ذرع القدس الشريف من السلطة الفلسطينية.

أنجز عبد الله المصباحي 21 فيلما طويلا من بينها “أحبائي الأعزاء”، و”بكاء الملائكة”، و”أين تخبئون الشمس؟”، و”سأكتب اسمك على الرمال”، و”طارق ابن زياد”، و”أفغانستان الله وأعداؤه”، و”أرض التحدي”، و”غدا لن تتبدل الأرض”، و”الصمت اتجاه ممنوع”، وغيرها من الأفلام التي تجاوزت حدود المغرب، وشاركت في إنتاجها عدة بلدان عربية وإسلامية من بينها مصر، وليبيا ، وتونس، والإمارات العربية، والعربية السعودية، والكويت.

أول من أدخل نجوم الأغنية المغربية والعربية إلى السينما

خلال مقامه في مصر، نسج المصباحي علاقات وطيدة مع جل المخرجين المصريين المعروفين، وكانت له صداقة أكثر حميمية مع المخرج الراحل يوسف شاهين، الذي أعاره طاقمه التقني بكامله لإنجاز العديد من الأفلام، جمع من خلالها بين عدد كبير من ألمع النجوم المغاربة أمثال عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، وسميرة بنسعيد، وبديعة ريان، وعبد اللطيف هلال، ومحمد حسن الجندي، وحبيبة المذكوري، وأمينة رشيد…) ونظرائهم المشارقة أمثال (سعاد حسني،  ونادية لطفي، ومريم فخر الدين، وأمينة رزق، ونور الشريف، وعادل أدهم، وعبد الله غيت، ومحمود المليجي، وعزت العلايلي…). كما وظف في أفلامه أيضا، نجوما عالميين مثل الممثل الإيطالي جيليانو جيما، والنجمة إيرين باباس، والممثل المشهور مارسيل بوزوفي، والنجم الأمريكي شيك كونورس.

قالوا عنه:

مفيد زكريا / مجلة صباح الخير

سأكتب اسمك على الرمال أرض التحدي

لقاء مع المخرج المغربي، الذي صور المسيرة الخضراء في صحراء الهرم فنان منحته جمعية كتاب ونقاد السينما في الشقيقة مصر جائزة تقدير عن فيلمه (أين تخبئون الشمس)

ويقول عنه النقاد هناك أن هذا الفيلم هو أحسن فيلم في السينما المصرية لهذا العام.

هل تعرفونه؟

حتى الآن لا

هل تذكرون فيلم (غدا لن تتبدل الأرض)، و(الصمت اتجاه ممنوع)، إنه المخرج المغربي عبد الله المصباحي، الذي تتكلم عنه القاهرة الآن، ونقادها، كل يوم.. ان فيلمه الأخير (سأكتب اسمك على الرمال) يعرض الآن في أكثر من عشرة دور سينمائية كبرى، في كل من القاهرة والإسكندرية وبور سعيد و المحلة…

وفي القاهرة- وهذه ميزة- يعرض فيلمه في أكبر دور عرض الأفلام الأوروبية التي تملمها شركة فوكس للقرن العشرين العالمية.

عندما قدم فيلم (سأكتب اسمك على الرمال) أمام الصحفايين الأشقاء في القاهرة كان الإعلام المصري كله حاضرا اليومي منه والأسبوعي والشهري.

 

 الناقد باهر التهامي / مجلة أكتوبر القاهرة

من أول أفلامه “أين تخبئون الشمس” اتضحت الملامح الفنية لأسلوبه السينمائي، وفي فيلمه سأكتب “اسمك على الرمال” تزداد هذه الملامح شمولا ووضوحا، ليصبح المخرج المغربي عبد الله المصباحي رؤية جديدة في السينما العربية، فهو يقدم لنا قصة غرام قومية، إن صح التعبير، ويتناول من خلالها قضايا كثيرة منها نضال الشعب المغربي ضد مستعمري أرضه، فضلا عما يبرزه من معان تؤكد وحدة الشعور المغربي المناهض للاحتلال. وربط تلك القضايا بقصة عاطفية تلطف من توتر الأحداث، وإن كانت هذه القصة تحمل مضمونا رمزيا يدعم  المشاهد التسجيلية في الفيلم لتنتهي إلى النعي المقصود في القصة، إذ ينتهي الفيلم بالمسيرة الخضراء إلى صحراء المغرب، ويظهر القرآن الكريم رمزا لانتصار الإيمان بالقضية، وتلك ميزة في التناول نفتقدها كثيرا في أدبنا المعاصر تجعل من فيلم سأكتب “اسمك على الرمال” فيلما جادا وقيما.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

رحيل الفنان عزت العلايلي بعد مسار فني حافل

غيب الموت الفنان المصري الكبير عزت العلايلي، صباح الجمعة خامس فبراير 2021، عن عمر ناهز الـ86 عاما...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master